شهد المستشفى الجامعي بوجدة بداية هذا الأسبوع حادثة سرقة طالت عدداً من طلبة كلية الطب والصيدلة أثناء ممارستهم لتدريبهم اليومي، حيث بلغت قيمة المسروقات حوالي 1900 درهم بالإضافة إلى متعلقات شخصية أخرى في غياب أي إجراءات أمنية أو حماية داخل الأروقة.
وجاء في البلاغ التنديدي لمجلس طلبة الطب والصيدلة بوجدة أن كرامة الطالب الطبيب خط أحمر، وأن المجلس يحمل كامل المسؤولية إلى إدارة المستشفى الجامعي بوجدة، معلنا تضامنه المطلق وغير المشروط مع الطلبة ضحايا السرقة، واستعداده الكامل للدفاع عن حقوقهم بكافة الوسائل المشروعة.
كما شدد البلاغ على المطالبة بتوفير خزانات وغرف تبديل خاصة بطلبة الطب وفتح المرافق الصحية في وجههم مثل باقي الفئات، مع الإعلان عن برنامج نضالي يبدأ الأسبوع المقبل دفاعاً عن الملف المطلبي للطلبة. وأكد المجلس أن هذه المطالب ليست من الكماليات، بل حقوق أساسية للطلبة في القرن الواحد والعشرين، مع التأكيد على الاستعداد للحوار الجاد والمسؤول مع إدارة المستشفى الجامعي.
“طالما كان طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة عنوانًا للالتزام والمسؤولية، نموذجًا في الانضباط والتفاني سواء داخل أروقة المستشفى الجامعي أو بين جدران الكلية، إلا أن ما يُقابل به هذا الإخلاص من تجاهل وإهمال يثير الاستغراب والاستنكار”، نقرأ في البلاغ.
وفي تصريح لمنصة “هنَّ”، قالت سارة، وهي طالبة بكلية الطب والصيدلة بوجدة: “ما دفعنا لإصدار البيان التنديدي هو أننا راسلنا الإدارة مرات متعددة من أجل توفير ظروف ملائمة للتدريب، مثل غرف تغيير الملابس والمراحيض وغيرها، لتجنب مشاكل السرقة التي حدثت مؤخرًا، إلا أن الإدارة لم تبد أي تجاوب وتجاهلتنا حتى وقوع حادث السرقة الأسبوع الماضي”.
وأضافت سارة أن المراسلات بدأت منذ السنة الماضية، ولكن دون أي تجاوب، ما يعني أن الطلبة لا يزالون دون غرف تبديل الملابس أو مراحيض أو مرافق مناسبة.
“لا نجد مكانًا لوضع حقائبنا، وكنا نضعها في غرفة احتياطية مشتركة، وبعد حادث السرقة أصبحنا نحمل أغراضنا معنا طوال فترة التدريب، ولا نستطيع حتى استخدام المراحيض”، تؤكد سارة.
وعن تفاصيل يوم العمل، توضح سارة قائلة: “نجتمع في قاعة الدروس لتنظيم العمل، ثم تأتي مجموعة ثانية فنضطر للمغادرة وأخذ حقائبنا معنا، وأحيانًا أضع حقيبتي في غرفة المريض أثناء المراقبة، فلا يوجد مكان آمن للاحتفاظ بها”.
وعن حادث السرقة، تروي الطالبة الطبيبة “كنت من بين الطالبات اللواتي تمت سرقتهنَ، واكتشفت أن محفظتي فارغة فقط بعد العودة للمنزل، بعد أن أخبرنا أحد الزملاء بأنه سرق له مبلغ ما”. وأضافت: “تم وضع شكايات للإدارة، لكن لم نر أي رد أو إجراء حتى الآن، بينما تم تركيب خزانات في قسم آخر، أما نحن فقد ننتظر حتى الأسبوع المقبل”.
وأوضحت أن المشاكل لا تقتصر على ما ذكرته، بل ” توجد مشاكل أخرى بالإضافة لما تحدثتُ عنه”.
وختمت سارة تصريحها بالتأكيد على أن الطلبة سيباشرون ابتداءً من الأسبوع المقبل “سلسلة من الوقفات والمسيرات الاحتجاجية الإنذارية، وحتى الاعتصامات، بالإضافة إلى مراسلة الجهات المسؤولة عن القطاع مثل وزارة الصحة، مطالبة بأدنى مقومات العيش الكريم خلال فترة التدريب، مؤكدة أنهم لن يتراجعوا عن ذلك”.
وجاء في البيان الصادر عن مجلس الطلبة، والمنشور تحت عنوان “معركة الكرامة: البرنامج النضالي”، أن هذه الخطوة تأتي “تنزيلاً لمقتضيات البيان المحلي الأخير، وإيمانًا بأن الحق يُنتزع ولا يُعطى، ودفاعًا عن كرامة الطلبة”.
وحسب البلاغ، فإن البرنامج يتضمن ارتداء الشارات السوداء بكل المصالح الاستشفائية ابتداءً من يوم الاثنين 20 أكتوبر وطوال الأسبوع، كخطوة رمزية للتنديد بالوضع القائم.
أما يوم الثلاثاء 21 أكتوبر، فسيتم خلاله مراسلة وزير الصحة والمدير الجهوي للصحة ورئاسة الجامعة، قصد احاطتهم علمًا بالاختلالات التي يعيشها طلبة الطب داخل المستشفى الجامعي.
ويُضيف البلاغ أن يوم الأربعاء 22 أكتوبر سيشهد مقاطعة للتداريب من الساعة الثامنة صباحًا إلى الثانية عشرة زوالًا، تليها في اليوم الموالي، الخميس 23 أكتوبر، مقاطعة جديدة من العاشرة صباحًا إلى الثانية عشرة زوالًا، مرفوقة بوقفة احتجاجية أمام إدارة المستشفى الجامعي.
واختُتم البلاغ بالتأكيد على أن “ما نطالب به ليس من الكماليات، بل هو من الحقوق الأساسية لإنسان يعيش في القرن الحادي والعشرين”، مشددًا على استعداد الطلبة “للجلوس على طاولة الحوار الجاد والمسؤول”، من أجل إيجاد حلول حقيقية لمطالبهم.


















