“المهاجرات هنَّ الحلقة الأضعف”.. السلطات التونسية تفكك مخيما للمهاجرين غير النظاميين

مواجهات بين قوات الشرطة التونسية، ومهاجرين غير نظاميين من دول جنوب الصحراء، يوم الثلاثاء، بمدينة العامرة التابعة لمحافظة صفاقس، إثر محاولة تحييد مخيماتهم وتفكيك أماكن تجمعاتهم. وحسب تقارير إعلامية تونسية، فإن قوات الأمن “أطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع لفض الاشتباكات، بعدما رفض المهاجرون والمهاجرات إزالة مخيماتهم”.

وتنتشر مخيمات المهاجرين في الحقول ومزارع الزيتون، على أمل الانتقال للضفة الأخرى والوصول إلى السواحل الإيطالية، ويثير استمرار تدفق المهاجرين غير النظاميين استياء السكان المحليين الذين خرجوا في احتجاجات غاضبة، خصوصا بعد خطابات الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي سبق وأن عبر أن بلاده “ليست شقة مفروشة للبيع والإيجار للمهاجرين”.

وهدد “الإتحاد المحلي للشغل”، في مدينتي العامرة وجبنيانة؛ بشن “إضراب عام احتجاجا على التدفق الكبير للمهاجرين”، من دول إفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن الأمر “تفاقم ووصل إلى مرحلة العنف والاعتداء على الأشخاص والممتلكات الخاصة”.

وتعليقا على تفكيك تلك المخيمات، تقول الصحفية والكاتبة المهتمة بقضايا الهجرة إيمان الحامدي، في تصريح لـ”هنّ”، إن “الأحداث الجارية في منطقة العامرة من ولاية صفاقس، والمطاردات البوليسية للمهاجرين والمهاجرات، هي حلقة ضمن سلسلة تعاطي مرتبك في التعامل مع قضايا المهاجرين في تونس”، مشيرة إلى أن السلطة هي من “اختارت سابقا تهجيرهم نحو حقول الزيتون” في منطقة العامرة الفلاحية. 

وأوضحت الحامدي أن “وجودهم هناك قد أصبح في الأشهر الأخيرة عبئًا على السكان المحليين الذين يعانون بدورهم من صعوبات اقتصادية واجتماعية كبيرة؛ ما أنتج مناخًا متشنجًا معاديًا لوجود المهاجرين وصل إلى حد الممارسات العنصرية ضدهم”. وأضافت الكاتبة الصحفية، أن ما يجري حاليا هو “إعادة تهجيرهم وملاحقتهم دون تحديد وجهة آمنة لهم أو مستقر قد يأويهم إلى حين النظر في المسألة القانونية لتواجدهم على التراب التونسي .”

وبشأن السياسية التونسية، تجاه المهاجرين من جنوب الصحراء، ترى الحامدي، أن “هناك ارتباك واضح في التعامل مع ملف المهاجرين الذي يتجاوز الإمكانيات التونسية باعتبار الملف إقليمي وليس محليا فقط”. وتوضح أنه وسط كل هذا تبقى “المهاجرات الحلقة الأضعف في المسألة ذلك أن تواصل مطاردتهنّ غالبا ما يعرضهن لمخاطر الاتجار بالبشر والاغتصاب، ما يفرض توفير حماية خاصة لهن خصوصا وأن العديد منهن إما أمهات لأطفال ورضع أو حوامل ويحتجن إلى العناية الطبية”. 

اقرأ أيضا

  • من مخيم “أمبرة” بموريتانيا.. لاجئة مالية: “رحلة اللجوء صعبة”

    "وصلتُ إلى مخيم أمبرة سنة 2012، أتذكر ذلك اليوم أكثر مما أتذكر غيره.. غادرنا تمبكتو، في الساعة السادسة صباحًا، وصلنا إلى فصالة (بلدة في جنوب شرق موريتانيا على الحدود مع مالي) حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر… كان ذلك الصباح الذي غادرت فيه الوطن، هو بداية رحلتي مع اللجوء"، بهذه الكلمات تبدأ اللاجئة المالية بموريتانيا، مريامة…

    Hounna | هنّ|

  • “دفعت جسدي للوصول”.. تراجيديا المهاجرات في تونس 

    بحثا عن الأمن، السلام والعيش الكريم، في فضاء لا تتعرض داخله للتعنيف والاستغلال الجنسي، اختارت "قلامس" أن تسلك طريقا طويلة من بلدها الكاميرون باتجاه تونس. فبعد المحادثات المطولة التي جمعتها مع صديقتها التي تعيش هناك منذ ثلاث سنوات أصبح لديها يقين أنها الخطوة التي يجب اتخاذها حتى تتمكن من اللجوء إلى دولة يتم فيها احترام…

    ريم بلقاسم|

  • الفيديوهات

  • ختان البنات موروث ملطخ بالدم

    تنتشر ظاهرة ختان الإناث بصورة كبيرة في عموم مناطق موريتانيا، إذ تحتل البلاد المرتبة الثامنة عالمياً. ويعتبر ختان البنات موروثاً وتقليداً في المجتمع الموريتاني ويهدف إلى المحافظة على عذرية البنات و"تهذيب شهوتهن" الجنسية، وفقا للمدافعين عنه بينما تشجب فئات اجتماعة أخرى في البلاد هذه الظاهرة.

  • فاطنة بنت الحسين.. أسطورة العيطة وأيقونة الفن الشعبي في المغرب

    ولدت فاطنة بنت الحسين في منتصف الثلاثينات بمنطقة سيدي بنور، التابعة لدكالة، من عائلة قروية محافظة رفضت ولوجها مجال الغناء، نظرا للسمعة السيئة التي كانت ملتصقة بـ"الشيخة" وقتها. انتقلت فاطنة إلى مدينة اليوسفية، وهناك انضمت إلى فرقة "الشيخ المحجوب"، وزوجته "الشيخة العبدية"، لتحصد شهرة واسعة وصل مداها إلى مدينة آسفي، معقل "العيطة الحصباوية"، وبعدها مدينة…

  • ناسجات الحياة.. نساء بالحوز ينسجن الزرابي بين أنقاض الزلزال

    بالقرب من مركز جماعة أسني بإقليم الحوز، اجتمعت أربع نسوة بدوار "أسلدا" ينسجن الزرابي، بحثا عن مورد رزق، في كوخ من القصب ومغطى بالبلاستيك وورق التعليب، بعد أن دمر الزلزال المكان الذي كن يشتغلن فيه، والذي كان مقرًا لـ"جمعية الدوار"، قبل أن يحوله الزلزال إلى أطلال. في البداية، تحديدًا قبل ثلاثة سنوات من جائحة "كورونا"؛…

  • منع مسيرات تضامنية مع فلسطين “دعم لجرائم الإبادة”

    🟠 منعت مسيرات احتجاجية ضد العدوان الإسرائيلي، تخليدا ليوم الأرض الفلسطيني، نهاية الأسبوع الماضي، من طرف قوات الأمن في عدد من المدن المغربية، ما خلف تنديدا واستنكارا واسعينِ من طرف المشاركين في تلك الاحتجاجات.

  • العاملات الفلاحيات هنّ الأكثر تضررا من التغيرات المناخية

    🔶تعاني الدول المغاربية منذ سنوات من الجفاف على مدار السنة ، ما فاقم نسبة الفقر عموما بهذه الدول وخاصة لدى النساء، وفقدت آلاف العاملات في مجال الفلاحة مورد رزقهن.