ولدت السيدة الحرة بمدينة شفشاون عام 1493، هي سليلة علي بن راشد مؤسس مدينة شفشاون المغربية، تلقت السيدة الحرة تعليمها على يد أشهر العلماء ورجال الدين بشفشاون، ووفقا للمصادر التاريخية فقد كانت تتميز بذكاء وحنكة نادرين.
تزوجت السيدة الحرة من القائد المنظري بتطوان وذلك حوالي سنة 1510، وكان الزواج بمثابة تحالف بين إمارة شفشاون وقيادة تطوان، لتقوية جبهة الدفاع ضد البرتغال. ولحكمتها وسعة اطلاعها كان زوجها يفوضها ويستشيرها في أمور السياسة والحكم، وقد تولت شؤون الحكم أثناء غيابه عن المدينة إلى أن توفي سنة1519، فأصبحت بذلك مدينة تطوان خاضعة لحكم أمير شفشاون، أخ السيدة الحرة إبراهيم بن علي بن راشد.
في سنة 1525، تنازل الأمير إبراهيم بن علي بن راشد لأخته السيدة الحرة عن حكم مدينة تطوان، على الرغم من أن تقليد امرأة زمام الحكم لم يكن أمرا معهودا بالمغرب في عصر الحكم الإسلامي.
في سنة 1541، تزوجت السيدة الحرة من السلطان أحمد ابن محمد الوطاسي، فأصبحت بذلك خليفة لزوجها الجديد في حكم تطوان بعد رجوعه إلى فاس. اتسمت هذه الفترة من حكمها باهتمامها بأعمال الجهاد البحري في حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ انكبت آنذاك على صناعة المراكب بمجرى مارتيل، وتحالفت مع الأتراك العثمانيين في الجزائر، فشنت عدة عمليات عسكرية ضد السواحل الإسبانية.