في سبتمبر الماضي، أبحرَ من ميناء بنزرت بشمال تونس الأسطول العالمي لكسر الحصار الاسرائيلي على قطاع غزّة، والذي ضمّ أربع نساء تونسيات، معظمهن أتممن مهمّة القافلة البريّة وركبنَ البحر وحلمن بتحقيق مهمّة كسر الحصار على غزّة، وتوجيه أنظار العالم كلّه نحوها.
بدأت القصّة منذ شهر ماي الفارط، حين قرّرت “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، محاولة كسر الحصار جوّا وبرّا وبحرا، فخرجت القافلة البريّة في 5 جوان 2025 محمّلة بآمال التونسيات والتونسيين، وضمّت العديد من المشاركات والمشاركين، لكنّ المحاولة وقفت في مدينة سرت الليبية، بعد اعتداءات ومنع من طرف مجلس القبائل والحكومة الليبية، لتليها محاولة أخرى أكبر على المستوى العالمي وهي خروج أسطول الصمود العالمي الذي ضمّ أربع ناشطات تونسيات.
هيفاء المنصوري، فداء عثمني، سيرين الغرايري، وألفة لملوم هي أسماء النساء اللواتي لبيّن نداء غزّة عبر البحر وخرجن رفقة أكثر من 500 مشاركة ومشاركا من 46 دولة من بينهن.م 26 مشاركة ومشاركا من ذوات.ي الجنسية التونسية.
حين يتحوّل التضامن إلى امتحان للذات
لم تكن البداية قرارًا حاسمًا بقدر ما كانت تردّدًا طويلًا، فحين طُرح اسمها ضمن المشاركات والمشاركين في القافلة البرية في شهر ماي الفارط انقسمت هيفاء المنصوري؛ وهي عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود العالمي، بين واجبها الإنساني تُجاه القضية الفلسطينية التي ناضلت من أجلها لسنوات، ومسؤوليتها كأم لطفل بدأ يخطو خطواته الأولى نحو الدراسة.
“كُنت ممزّقة بين واجبي الإنساني وبين مسؤوليتي كأمّ. لم أكُن أرى نفسي في مغامرة كهذه، لكن شيئًا داخليًا دفعني للمضيّ رغم الخوف. ذلك الخوف لم يكٌن من البرّ أو البحر أو المجهول، بل من كل ما يعنيه الغياب بالنسبة لامرأة تُحاسَب مرّتين: مرّة لأنّها غابت، ومرّة لأنّها اختارت أن تغيب”، تقول هيفاء لـ”هنَّ”.
وتطرح هيفاء ما يُمكن أن يُعيق النساء أمام واجبها الإنساني تُجاه القضايا النبيلة التي تُدافع عنها، فالنضال يُمكن أن يُصنّف على أنّه غياب وتهرّب من المسؤولية عندما تلتزم به النساء داخل المؤسّسة الزوجية. فالتجربة حسب هيفاء “ليست مجرّد تضامن مع القضية الفلسطينية أو مع سنتين من إبادة النساء والأطفال فحسب، بل كانت امتحانًا داخليًا لكلّ ما تعنيه المواطنة والمشاركة والمساواة”. فالذهاب إلى غزّة يتجاوز عبور الحدود الجغرافية ليُمثّل عبور رمزي لحدود أخرى على غرار حدود الدور الاجتماعي الذي يُرسم للنساء مسبقًا.
تروي هيفاء كواليس القافلة البريّة في ليبيا -باعتبارها كانت مسؤولة عن التنظيم الداخلي والخارجي هناك-، هناك عاشت أيّامًا طويلة من التعب والضغط. كانت تتنقّل بين الاجتماعات والمكاتب، تتابع الاتصالات، تترجم الوثائق وتنسّق مع المجموعات القادمة من مختلف البلدان.
تصف تلك المرحلة: “لم يكن لديّ وقت للراحة. كنت أستيقظ في الخامسة صباحًا وأعمل حتى الليل. كل دقيقة كانت مرتبطة بمهمّة، وكلّ مهمّة هي مسؤولية جديدة. لم يكُن بوسعي أن أكون مجرد مشاركة، بل كنت في قلب التنظيم”. وفي خضّم هذه المسؤوليات كانت تُتابع أخبار العائلة بانتظام، خاصةً ابنها في ظلّ ظروف لا تسمح لها بذلك وبتغطيةِ اتصالات غير جيّدة.
وخلف هذا الصخب الميداني، كانت هناك معركة أخرى صامتة، وهي معركة النظرة الاجتماعية التي تابعتها من العائلة والأصدقاء، وحتى الأشخاص الذين انتظرت منهم نظرة أخرى غير تلك النظرة التقليدية أو النمطية. فبينما يُحتفى بمشاركة الرجال على أنّها بطولة ونضال، يُنظر إلى النساء على أنّهن غير مسؤولات اجتماعيا فيتحمّلن أعباءا نفسية أخرى تُضاف إلى الأعباء المشتركة.
“كان وجودي في الميدان يحتاج إلى تبرير. لم يكٌن يكفي أن أعمل ليلًا ونهارًا، كان عليّ أن أؤكّد للآخرين أنني لم أتخلّ عن دوري كأم. في الليلة التي سبقت السفر، لم أنم؛ كنت أجهّز البيت، أطبخ، أترك وصايا صغيرة فوق كل شيء. وكأن عليّ أن أُعاقب على حقي في المغادرة بالإنهاك”.
ما روته هيفاء هو وجه آخر من أوجه النضال النسوي، هو نضال خفيّ، أن تُحاول النساء ترك المنزل نظيفا ومنظّما وكاملا حتى لا تثقل المحاسبة. أن تُبرّر واجباتها الإنسانية والمهنية وطموحاتها باختلافها حتى لا تُعاقب مرّتين؛ مرّة من أجل تلبية نداء الواجب، ومرّة من أجل تجاهل الصور النمطية.
مع اقتراب موعد الأسطول البحري، تحوّلت أيّام هيفاء إلى سباق ضد الوقت، “لم نكُن نملك رفاهية للتوقّف واستعادة الأنفاس. كان علينا التنسيق مع السفن، تأمين المواد، تجهيز الوثائق، ومواجهة عراقيل بيروقراطية وأمنية متواصلة. أحيانًا كنت أنام ساعتين فقط”، تسرد لهذه المنصة.
وورغم الإرهاق، كانت تشعر أن التجربة تعيد تشكيلها من الداخل “صرت أكثر صبرًا، وأكثر وعيًا بما يعنيه أن تكون امرأة في موقع الفعل، لا في موقع الشرح أو الدعم فقط”.
وحين تتحدث هيفاء اليوم عن تلك المرحلة، لا تتحدث عن البطولة، بل عن التحمّل، فالنضالُ من وجهة نظرها لا يُختزل في صور المواجهة أو الشعارات، “بل في الاستمرار، في الاستيقاظ كل صباح رغم التعب، وفي تذكير العالم بأنّنا هناك من أجل غاية لا تخصّنا وحدنا”، على حسب تعبيرها.
كانت هيفاء، تعرف أنّ التاريخ قد لا يذكر أسماء النساء اللواتي صنعن اللوجستيات وأمّنّ الاتصالات، لكنّها كانت متأكدة أنّ حضورهن غيّر المعادلة، وأنّ كل جهد غير مرئي هو جزء من الطريق نحو المساواة، في الفعل وفي الذاكرة.
تابعت هيفاء الأسطول في سفينة الملاحظة بعد أن تأكّدت من أنّ كل السفن قد اتّجهت نحو هدفها، انتهى إبحارها في قبرص لكنّها مصرّة على المضي قدما نحو كسر الحصار والنضال من أجل الإنسانية.
القضية الفلسطينية جيلًا بعد جيلٍ
تختلف قصّة فداء العثمني، وهي ناشطة حقوقية، عن قصّة هيفاء، فهي مناضلة ميدانية تنحدر من عائلة تؤمن بالعمل المدني والنضال من أجل حقوق الإنسان. وكانت بين المشاركات اللواتي انضممن إلى القافلة البريّة ثمّ شاركن دون تردّد في أسطول الصمود رغم الخطر الذي يُمثّله.
“كُنت على متن سفينة تُدعى ‘ميا ميا’، وكانت تابعة للتنسيق التونسي، وقد اخترنا تسميتها سفينة ‘عمران المقدمي’، كُنّا خمسة أشخاص انطلقنا من تونس، ثم تعرّض بعضنا لظروف صحية فأصبحنا ثلاثة فقط في الرحلة؛ شهدنا أحداثاً كثيرة خلال الرحلة، لم تكن أعطالاً تقنية بقدر ما كانت محاولات لزعزعة النفوس وإرباكنَا”، تروي فداء التجربة بتلخيص لـ”هنَّ”.
وتتذكر فداء العراقيل التي واجهت الأسطول وخاصّة السفينة التي كانت على متنها، مُقارنة المستوى التقني للسفن بأنّه لم يكُن بنفس القدرات التقنية الهائلة لتقنيات الكيان الصهيوني. فقبل وصولهِ، واجه الأسطول ما يُشبه إطلاق تحذيرات قرب السفن.
“لم تكُن قذائف متفجّرة ولا انفجارات صوتية كبيرة أو أعمدة دخان” -حسب وصفها-، لكنّ الاستهداف كان على بُعد ثلاثة أو أربعة أمتار من السفن، والهدف منه كان “الترهيب أكثر من الإيذاء الفعلي”. هذا لا يعني أنّه لا يمكن أن يوقع أضراراً -تؤكد فداء-، “لكنّه بدا كوسيلة تخويف وليس كهجومًا حاسمًا”.
أمضت سفينة “عمران المقدمي” يوماً كاملاً دون إبحار، كان يوما للاجتماعات والمناقشات لكنّ القرار كان حاسما وهو الاستمرار نحو غزة. تُشير فداء إلى أنّه من خرج إلى البحر يعرف أنّ الطريق الفلسطيني ليس سالكاً بالورود، ومع ذلك تابعت السفينة الإبحار.
وتستذكر فداء ليلة الإيقاف التي كانت السماء فيها مغطّاة بالطائرات المُسيّرة (درون)، وكانت المراقبة شديدة من الأبراج، ممّا جعلها تتوقّع أنّ السفينة ستتعرّض للإيقاف تلك الليلة. لكنّ الإيقاف لم يحدث فوراً، بل كان بطيئا ومستفزّا.
“لاحظنا أنّ الدوريات كانت تدور حول البرج ثلاث أو أربع مرات، وفي كل مرّة كنّا نحاول فهم السبب. تبيّن لنا لاحقاً أنّهم قاموا بإيقاف السفن السريعة أولاً، ثمّ توجّهوا إلى السفن الكبيرة وبدأوا في اقتحام بعضها وإغراق أخرى أحياناً، وفي حالات أخرى فصلوا بعض السفن عن مجموعتها ليتحرّكوا بالمحرّكات أو لنقل معدّات. أمضينا الليل في قلق وانتظار، وفي الصباح المبكّر صعدت عناصر إلى سفينة أخرى ثمّ إلى سفينتنا أيضاً”، تسرد فداء.
نُقلت المشاركات والمشاركون في مجموعات إلى سفينة أخرى، وتعرّضت سفينة “عمران المقدّمي” إلى بحث دقيق، ثمّ أعادوا مجموعة فداء إلى السفينة الداخلية حيث كانت المعاملة سيئة جداً بالمقارنة مع البداية، وفق ما روته هيفاء.
وتسترسل هيفاء في سرد تجربة الإيقاف: “عند النزول بدأت إجراءات استجواب صارمة، قُيّدت أيادينا بأصفاد، وجُرّد بعضنا من حرّيته للحظات. كانت التعليمات واضحة: لا حقوق تقريباً، لا حقّ في الشرب، لا في التدخين، ولا في طلب شيء. عُزلنا ووُضعنا في منطقة الإجراءات حيث تُقيَّد الحرية بالكامل، كان الوضع مزعجاً للغاية”.
خلال الإجراءات الأمنية، تعرّف الجهاز الأمني للكيان الصهيوني على أسماء بعض المشاركات والمشاركين من المنطقة المغاربية، واستُخدمت بعض الأساليب الاستفزازية للوفد التونسي بالحديث عن أصولٍ تونسية لبعض الجنود الصهاينة، الذين حدّدوا أصولهم من مدينة جربة التي تُعرف سنويا بزيارة اليهود لكنيسِ الغريبة اليهودي.
استُمع إلى المشاركات والمشاركين بطريقة تميل إلى التشكيك -حسب وصف فداء-، وكان التعاطي معهم منطقياً أحياناً ومنمّقاً أحيانا أخرى بأسلوب يهدف إلى الاستفزاز.
قام المسؤولون الاسرائيليون بالبحث عن أي اتهامٍ يلصقونه بالمشاركات والمشاركين على أساس أنهم “ينتمون إلحركة حماس وبأنّهم إرهابيون”، لكنّ فداء تؤكّد على أنّ “الجميع حافظ على هدوئه رغم كلّ محاولات الترهيب”.
حُرمت فداء من تناول أدويتها ليومين، بعد أن تمّ رميها رغم تأكيدها على أنّها أدوية حياتية لا يُمكن الاستغناء عنها، ورغم ذلك أكّدت في النهاية على أنّ المحنة كانت شديدة لكنّ إعادة التجربة هو أمر مفروغ منه من أجل انسانية لا تُباد فيها الشعوب.
وجع الطفولة وحُلم زيارة فلسطين
“بدأت أول تجربة لي في النضال الميداني مع قافلة الصمود، ثم شاركت بعدها في أسطول الصمود. قبل ذلك، كُنت أشارك في المظاهرات والتحرّكات الميدانية بشكل فردي، ثم عندما أُطلقت مبادرة القافلة والأسطول التحقت بهما ضمن فريق الإعلام”، بهذه الكلمات بدأت الطالبة والكاتبة سيرين الغرايري في سرد تجربتها النضالية مع القضية الفلسطينية.
تستذكر سيرين وجع الطفولة مع قضيّة عاش على أحداثها معظم أطفال تونس، لتترسّخ في الذاكرة فتُصبح وجعا دفينا يحمله الجميع. منذ الصغر كانت سيرين تكتب عن القضية الفلسطينية، ولديها خمسة دفاتر ورقية تتحدث فقط عن القضية الفلسطينية، وهي العضو في مجموعة الكتّاب التونسيين منذ سنة 2017.
ونشرت سيرين أيضا مقالات سياسية حول القضية الفلسطينية، وعندما سمعت بمبادرة القافلة، لم تُسجّل عبر الموقع الإلكتروني، بل سارعت للذهاب مباشرة إلى المقر، وهناك علمت أنهم يحتاجون إلى أعضاء في لجنة الإعلام، فتمّ اختيارها وانضمّت إلى الفريق.
“كُنت على متن سفينة ‘ميجيتا/هند رجب’، التي انطلقت من ميناء جُمَيرا نحو غزّة، ثمّ توقّفت على مسافة قريبة من سواحل صقلية وطلبت النجدة. بفضل ما أعتبره معجزة إلهية، انتقلت إلى سفينة ‘مالي/ دير ياسين’. قبل الإيقاف، كنّا في عرض البحر، على بُعد نحو ثلاث ساعات من موقع الأسطول. كنّا مهيئين نفسيّاً ومستعدين للإيقاف، إذ علمنا أنهم غادروا عسقلان قبل ثلاث أو أربع ساعات من لقائنا. كانت معنوياتنا مرتفعة جداً، وأعددنا أنفسنا استعداداً للمواجهة، تناولنا الطعام، استحممنا، وتجهّزنا كما لو كنّا نستقبل حدثاً عظيماً”.
عندما صعد الجنود إلى السفينة، استخدموا ألفاظاً بذيئة وتعاملوا مع المجموعة بعنف لفظي ومادي، تقول سيرين. ولكنّهم وجدوا المجموعة متماسكة رغم الموقف، حاولوا ترهيبها نفسياً عبر مصادرة الكاميرات وضرب بعض المصورين داخل القاعة بقوّة، ومع ذلك بقيت المجموعة صامدة.
“في المرحلة التالية، عند الوصول إلى الأسطول، تمّت مهاجمتنا بعنف أكبر. شهدت بعيني ما تعرّض له المشارك الجزائري مروان بوقطاية من تعذيب وإهانة، جُرّ على الأرض ووُضع رأسه على الأرض وسط شتائم واعتداء جسدي، كما ضُرب بعض الشباب بالعصي. أمّا أنا، فقد دخلت في مواجهة مع إحدى المجندات، بدأت بمشادة لفظية ثم تطوّرت إلى اشتباك جسدي، ضربتني فضربتها وسقطت على الأرض، وكانت محاولة استفزاز متبادلة. ورغم ذلك، لم نسمح لهم بأن نكون ضعفاء أمامهم، بقينا ثابتين على موقفنا”.
قضت سيرين ستة أيّام في السجن، كانت المعاملة تختلف بين العرب والأجانب حسب رصدها، فالعرب سواء كانوا فلسطينيين أو تونسيين أو مصريين أو مغاربة، كانت معاملتهم قاسية ومهينة، بينما كان الأجانب يُخاطَبون بلطف نسبي. النساء العربيات تحديداً تعرّضن لكلامٍ بذيء واستفزاز متكرّر.
قرّر الوفد التونسي منذ خروجه أن يُضرب عن الطعام في حالة تمّ اعتقاله، لذلك منذ دخوله السجن أعلن إضراباً عن الطعام تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين، ورفضاً لتناول أي طعام يُقدَّم من الكيان الصهيوني.
وتروي سيرين محاولة الجنود إغراءهم بالطعام وتوفير دجاج، أرز، معجون أسنان وحتى الحلويات، لكنّ المشاركات والمشاركين صمدوا وواصلوا الإضراب: “كانوا يطرقون الأبواب بعنف كل نصف ساعة تقريباً، ويدخلون ومعهم كلابًا مدرّبة ليعدّونا وليتأكدوا من وجود الجميع، في محاولة مستمرّة لإرهاقنا. وعند كل زيارة كنّا نرفع الشعارات وننشد بصوت مرتفع، ما كان يثير غضبهم ويدفعهم إلى معاقبتنا بحجزنا في الزنزانة دون خروج”.
كانت سيرين في غرفة تضمّ 13 سجينة، وكانت التونسية الوحيدة بينهن، والمشاركة الأصغر في الأسطول. هي مثال لما قدّمته الجامعة التونسية على مرّ عقود من التزام طلابي بالقضايا العادلة.
تختلف قصص النساء التونسيات اللواتي شاركن في أسطول الصمود العالمي، فقصّة الأم المناضلة تحمل معان كثيرة حول الالتزام النسوي الذي يُخفي أشكالا أخرى من النضال، أمّا الناشطة المدنية المنحدرة من عائلة حقوقية فهي تُمثّل نموذجا للنساء اللواتي يحملن التزاما بالقضايا العادلة يُرافقهن منذ الطفولة، ثمّ الطالبة المجتهدة التي كبرت على وجع القضية الفلسطينية وقصّة أحمد الدرّة وكلّ ما تركته انتفاضة الحجارة في أعماقنا. كما يتجلى هنا النضال النسوي بكلّ ما يحمل من إصرار المواجهة ضد كل الأنظمة الاستبدادية، سلطوية كانت أو ذكورية، ومن إصرار على تحمّل مسؤولية الواجب الإنساني تُجاه القضايا العادلة.


















